الأنفاس الأخيرة ......!!

الأنفاس الأخيرة....!!!



طائرة رحلات مصرية .. تحلق في السماء الأمريكية .. تعلن نفير العودة إلى أرض الوطن ..

الطائرة المصرية تحمل ثلالثون ضابطا و كوكبة من العلماء المصريين ..


ما أن تصل الطائرة إلى السواحل الأمريكية .. حتى تهتز الأجواء من

حولها..و تسقط الطائرة المصرية غريقة في غياهب المحيط الأطلسي ..

كان هذا الحادث في عام 1999 .. و ثارت ثائرة الصحافة المصرية ..

و يتهم الطيار المصري بأنه أنتحر بالطائرة .. و أسقطها بركابها في الماء ..

و يحاول الكل كشف اللثام عن هذه القضية ..

و كان د/ محمد عبد الرحيم أحد الشباب الذين وضعوا فرضيات لسقوط الطائرة المصرية .. فكتب قصيدة قوامها 71 بيتا .. بعنوان الأنفاس الاخيرة .. كتبها على لسان احد ركاب الطائرة المنكوبة...

نشرت القصيدة بجريدة الغربية تحت عنوان ( شاعر شاب من الغربية يكشف سر سقوط الطائرة المصرية ..

الآن إليكم القصيدة ...



الانفاس الاخيرة...!!!!
---------------------

من وسط محيط مشتعل ..
من بين جموع الشهداء

و الموت يحوم علي جسدي..
كي اهجر دنيا الاحياء

أبعث برسالة أحزان ..
قد لا تقتلها الأجواء

في البدأ اعرفكم نفسي ..
ودعونا ننس الاسماء

أنا يا اسيادي مصري ..
الآن شفيت من الداء

مصري عربي مسلم..
ما عاد مع الموت رياء

فبرغم مهارة امريكا ..
في كل فنون الإغواء

و برغم لهاثي في الماضي ..
كي أدخل ارض العظماء

وجنوني الفائق كي أرحل
كي أترك حى الفقراء

فأمام الله قد انهارت ..
و أندثرت كل الاهواء

في الماضي .. كانت أمريكا ..
حلما فياض الإهداء

وعدتني الأحلام الكبرى
بالجنة عند الميناء

و ذهبت لأمريكا غرا ..
أحلم بالدنيا الغناء

و أفقت لأجد الإذلال
يسكن في كل الانحاء

ذابت احلامي و انهارت
و تهاوت تحت الضوضاء

و عرفت الذل لأعوام
مرت كعذاب الأدواء

هذي أمريكا الباعثة
في العالم رقصا و غناء

هذي جنتها الموعودة
تمتص بقايا الضعفاء

و المبهورون بلا عدد ..
قد ظنوا الادواء دواء..

مرت اعوام قاتلة
أمتصت من جسدي الماء

حتي أصبحت بلا فخر
حمالا عند الغوغاء!

و العزة ذابت في حزن
و انهارت في العلياء

قد صار بديلا للشرف
مال يدفعه السفهاء

و اتتني البرقية سهما
أدمى بالخبر الحوباء

أمي قد ماتت يا وطني
هل احسن قلبي الإصغاء ؟

أمي قد ماتت يا قلبي
هل صارت روحي صماء؟

مالي لا ادمع لا ابكي ..
عيناي صمود و جفاء ؟

أين الادمع يا عيني ؟
أين الانهار السوداء؟

أنسيت بأني أنسان؟
أمشاعر قلبي خرساء؟

ما اسوء أن يدمى المرء...
فيطيب جحيم الإدماء

ها أنا ذا أنهض كي ارحل
أتلهف شوقا لبواء

ها أنذا آت يا أمي ..
فرحيلك أنهى الإغماء

و جميع نقودي و ثيابي
ثمن التذكرة البيضاء

ها أنذا أركب طائرتي
و العمر الباقي أشلاء

ما عاد معي اي متاع
قد ذابت في الأشياء

ها أنذا اجلس في عبس
قد انهك قلبي الإعياء

و اجوب الطائرة بعيني
حتى اتناسى الادواء

ملأ الركاب الطائرة
أصنافا من كل سماء

منهم من حملو امتعة
قد فاحت رغدا و ثراء

عادوا من اعوام الهجرة
قد شادوا للمال بناء

أعينهم حيرى و شفاهم
ترتعد كأنا بشتاء

قد قتلوا الغربة و أرتاحو
فإذا بالغربة عنقاء

بُعثت في الأفئدة الحيرى
صارت في الروح كما الداء

و أرى بعضا ممن جلسوا
أعينهم نور و ذكاء

ما أسهل أن تفهم فورا
أنهم القوم العلماء

حرقوا اعمارا في عزم
حملوا للمعرفة لواء

ها هم قد تركوا امريكا
كي تحضن مصر الأبناء

ما اجمل أن تحمل عِلما
لتعمر وطن الآباء

و أرى فرسانا من وطني
واجبهم عزم و حماء

و شجاعة اعينهم سيف
قد أرعب كل الاعداء

هم أُسدٌ زأرتهم حصن
و جزاء الغزو الإرداء

ما اعظم ان يبقى الوطن
قلعة احرار عصماء

ها هي ذي الطائرة تحلق
تبعد عن أرض الإغماء

و تودع عيني امركا
و اودع اعوام شقاء

لكن .. و يحي ماذا يجري ؟
ماذا يجتاح الاجواء؟

بركان ثار و إعصار
زلزال دمار باغتنا..

العالم يسقط من حولي
فرسان الجيش العلماء

أرواح تُحصد نيران
تبتلع بقايا الأشلاء

ماذا يحدث يا امريكا ؟
لم خنت جمع الشرفاء؟
أحرام عودة أطيار
للعش الحاني الوضاء؟

أحرام أن يسعى المرء
ليعمر وطن الآباء؟

أوفاء الإنسان جريمة؟
قد صار لها القتل جزاء؟

أحرام يا أهل العدل
أن يشهد وطني الإعلاء

مهما إغتالونا لن نيأس
لن نبقى أبدا ضعفاء

كلا و الله بل النصر
سيظل حليف الشرفاء

و سيشهد عالمنا آنا
مازلنا قوما عظماء

ها أنذا آت يا أمي
فالله أراد الإنهاء

من وسط محيط مشتعل
من بين جموع الشهداء

أصرخ و الموج يحاصرني
و يسد جميع الأنحاء

مهما خنقتنا امريكا
ما زال على الأرض هواء
ما زال على الأرض هواء
ما زال على الأرض هواء


منقول

مشكور يا عبودة على المتابعة

شكرا على المتابعة مصرية