دردشة ومنتديات الاصدقاء نت
ماذا أعطى الإسلام للبشرية ؟ Ezlb9t10
دردشة ومنتديات الاصدقاء نت
ماذا أعطى الإسلام للبشرية ؟ Ezlb9t10
دردشة ومنتديات الاصدقاء نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دردشة ومنتديات الاصدقاء نت

دردشة ومنتديات الاصدقاء نت
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ماذا أعطى الإسلام للبشرية ؟

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
hassancapo
عضو جديد
عضو جديد
hassancapo


15/04/2007
33
عدد الرسائل : 57

ماذا أعطى الإسلام للبشرية ؟ Empty
مُساهمةموضوع: ماذا أعطى الإسلام للبشرية ؟   ماذا أعطى الإسلام للبشرية ؟ I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 24, 2007 7:39 pm

يلح علي منذ سنوات سؤال هو : ماذا أعطى الإسلام للبشرية ؟ ورغم أن الإسلام الوحي السماوي المعصوم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، أكبر من أن يوضع موضع الاتهام أو يحتاج إلى من يدافع عنه ، إلا أن مسئولية تجلية حقائقه للبشرية مسئولية إنسانية تختلف اختلافا تاما عن وعد الله لعباده بحفظ الذكر . وثمة خلط يقع فيه كثيرون عندما يتحدثون عن عطاء الإسلام الحضاري في مسيرة البشرية ، إذ يعددون ما أنجزه المسلمون : علماً ، وتفلسفاً ، وتوسعاً ، وثراءً ، و... بوصفها عطاء الإسلام الحضاري .
وجمعيها منجزات مدنية لعبت العقيدة الإسلامية ، برؤيتها : للذات والآخر والكون وما وراء الكون ، والشريعة بأحكامها دورا كبيرا في تهيئة المناخ لظهورها ، لكن هذا العطاء هو في النهاية عطاء المسلمين كبشر تفاعلوا مع منظومة معرفية متكاملة فيها أبعاد ما ورائية وأخلاقية وقواعد تنظيمية أتاحت المناخ للعطاء الحضاري ، ولكنه يظل مرهوناً في تحققه بالناس الذين يتفاوت تفاعلهم، مع الفكرة من ناحية ، ومع الواقع من ناحية أخرى . ولذا فإن للإسلام عطاء حضارياً لا دور للمسلمين فيه إلا تجسيده ، وهو أمر يتفاوت نجاحهم فيه صعوداً وهبوطاً .

ما الحضارة ؟

ورغم ما يمثله الدور الرائد الذي قام به المسلمون في التوصل للمنهج التجريبي في العلم من فضل على البشرية ، ورغم ما قدمه العلماء المسلمون لمسيرة البشرية من منجزات في كل مجالات العلم التي كان لهم فيها مساهمة ، فإن هذا العطاء يمثل الثمرة أما البذرة فأكثر قيمة من ذلك بكثير . ولعل المدخل الصحيح للإحاطة بهذا الدور تحتم تعريف الحضارة ، وتحفل كتابات كثيرة قديمة ومحدثة بتعريفات مختلفة للحضارة ، بعضها اختلط بمفهوم المدنية وبعضها اختلط بمفهوم الثقافة . وأفضل أن أطرح تعريفاً جديداً للحضارة أراه أكثر تحديداً من المفاهيم المتداولة فهي ( حسب تصوري ) : " كل تصور متكامل يدعي أنه قادر على تنظيم العلاقة بين قيم : الحق والحرية والنظام ، على نحو خاص " .

الإنسان واليقين

وكل تصور حضاري ينبغي أن يتضمن بشكل ظاهر أو مضمر تصوراً لنشأة الكون وطبيعته والإنسان والطبيعة والعلاقات بينها ، وبناء على تصوره لنشأة الكون يتحدد موقف كل تصور حضاري من قضية " الألوهية " اعترافاً أو إنكاراً ، أو ربما تأسس تصور نشأة الكون على الموقف من الألوهية . والعلاقة بين هذه القيم الثلاثة هي مدار حركة الإنسان على الأرض ، والأديان السماوية والأفكار البشرية ذات الطبيعة الكلية ( الأيدلوجيات ) تشكل رؤى تستهدف تنظيم هذه العلاقة على نحو ما، حيث كل الأيدلوجيات تأخذ بناء الدين . ولأن تنظيم العلاقة بين هذه القيم ، التي نراها قيما حاكمة ، يتأسس بالضرورة على تحديد معنى القيم الثلاثة ، فإن تاريخ الفكر البشري يكاد في مجمله أن يكون سجالا بين " النبي " و " الفيلسوف " .
ولتحديد معنى القيم الثلاثة التي تعد قيما حاكمة لعملية صياغة التصور الحضاري لابد من مفهوم لليقين ، فالحضارة بنت اليقين . ومن أهم القواعد التي وضعها الإسلام للوصول إلى اليقين:" يعرف الرجال بالحق ، ولا يعرف الحق بالرجال "
لكن هذه القاعدة التي تنفي كون البشر طريقاً لمعرفة الحق تثبت أن الحق طريق معرفة البشر ، تكتفي بالإثبات والنفي ولا تطرح طريقاً محدداً لمعرفة الحق ولا تطرح تعريفاً للحق . والطريق إلى الحق : نقل أو عقل أو حدس أو تجربة ، أما الطريق الرابع فإنه طريق إدراك الحقائق الجزئية لا طريق معرفة الحق . أما الحق فمجرد وإن دلت عليه شواهد حسية ، والقاعدة تعكس اهتمام الإسلام الشديد بهدم بنية الشرك العقائدية والمعرفية ، بحيث لا يكون البشر دليلاً على الحق ، وإن كان بعضهم علامات على طريقه . أما النقل فإما أن يكون عن سالف أو عن مصدر مفارق لعالم الموجودات المادية . فإن كان النقل عن سالف كان اتباعاً أعاد إنتاج ظاهرة الشرك ، فإن كان ذلك السلف وسيلة للنقل لا مصدراً للحق تساووا في ذلك مع غيرهم من وسائل النقل .
أما النقل عن مصدر مفارق للموجودات ، وهو ما تسميه الأديان السماوية " الوحي " فهو توقيف مفارق لعالم الموجودات المادية يدركه العقل البشري ولا يحتويه ، يفهمه ولا يقدر على إنتاجه. ولإدراك الحق بين ادعاءات المدعين وسائل تمحص الغث من السمين ، وأولها الحدس ، فلا يقين بغير حدس ، ظاهرا كان أو مضمرا . وقد يتأسس التمحيص على التعقل وقياس لزوم النتائج عن مقدماتها ، لكن ذلك لا يعدو أن يكون تسويغا تتدخل فيه ميول النفس وما يزينه الحدس ، وإن لم يدركه الموقن نفسه .

إشكالية المسلمات

وبقدر لزوم الحدس لكل يقين يلزم التسليم بمعرفة أولية لكل يقين ، فإذا أخذ كل جيل من البشر على عاتقه مهمة إعادة النظر عقليا في المسلمات بادئا من نقطة الصفر المعرفية ( على افتراض وجود هذه النقطة إذ لا وجود لها في الحقيقة ) ، فمن المؤكد أن يؤدي ذلك إلى توالي أجيال متعاقبة لا تتوارث إلا الشك ، والكفر بالحق كمفهوم مجرد . فعمر الإنسان في حده الأقصى قرن من الزمان ، يذهب خمسه تقريبا ( 20 عاما ) قبل اكتمال الإدراك العقلي والقدرة على البحث والاستنتاج والتجريد والتعميم ، وكلها من لوازم السعي نحو بلورة مفهوم لليقين من غير طريق الوحي أو اتباع الأسلاف . كما أن عمر الإنسان يذهب ربعه أو أكثر قليلا ( 25 - 30 عاما ) في النوم . وكل استثناء من هذه المتوسطات - زيادة أو نقصا - يؤكد القواعد المطردة ولا ينفيها .
فإذا افترضنا أن الإنسان يمكن أن ينفق ما تبقى من عمره ( 50 إلى 55 عاما ) في البحث العقلي المجرد عن اليقين ، دون أن تشغله معايش أو عوارض ( عمل- طعام- راحة - مرض 000 ) فإنه لن يكون قادراً على الوصول للحق . ذلك أن حجم المعارف والنظريات التي تراكمت في وعي البشرية ومدوناتها يجعل تحقيق مثل هذا الغرض وهما لا يدرك . ويخطئ البعض عندما يتصور أن عليه اختراع المسلمات لا اكتشافها ، فالمسلمات جزء من نظام كوني يحتوي الإنسان ولا يحيط به الإنسان .
وطرق اليقين متراتبة لا تتساوى وإن بدت متوازية . ولكون إدراك اليقين مسألة مركبة ، فحتى الآن على الأقل ، يعد بسطها بسطاً مفصلاً مما يستعصي على العقل . فلكي يدرك العقل اليقين ينبغي أن يدرك : أولا ، أنه عقل ، وأنه يعقل ، وأن يدرك كذلك كيفية - أو كيفيات - التعقل ولوازمه ( المقدمة - النتيجة - اللزوم - الجوهر - العرض - المتعين - المجرد - القانون العام - الثابت - المتغير ...) ، وأن يدرك كذلك مشكلات التعقل ( الإدراك ) ومزالقه ، حتى يتبين الحقيقي من الزائف مما يعقله ، أو يظن أنه يعقله . ثم ينبغي أن يدرك أن ثمة يقينا .
وقد يصرفنا عن التفكير في هذا أننا تلقينا ذلك عمن سبقونا ، لكن من سبقونا تلقوه هم أيضا عمن سبقوهم ... وهكذا حتى نصل إلى أول متعقل . لكن هذا المتعقل الأول يظل مجرد فرض لا يقوم عليه دليل قاطع ولا يستقيم تأسيس اليقين على فرض . فالقول بأن الإدراك العقلي حدث كطفرة بيولوجية ، في تاريخ متسلسل الحلقات من التطور بدأ بالأميبا وانتهى بالإنسان ، تكذبه معطيات كثيرة ، فضلا عن أنه لا يتمتع بوجاهة عقلية تجعله أرجح من القول بوجود إله خالق لا تدركه الحواس ، فكلاهما غيب .
والغيب إذن مهيمن على العقل منذ البداية . أما التسليم بمقدمات لا يتوقف الإيمان بها على إخضاعها للتمحيص العقلي " مسلمات " ، فهو ، كما قال الفيلسوف البريطاني المعروف برتراند راسل أمر لا مفر منه وهو يعبر عن ذلك بقوله : " ليس من الممكن أن ننتقل خطوة واحدة إذا نحن بدأنا من الشك الديكارتي " ، " وعلينا أن نبدأ من تسليم عريض بكل ما يبدو أنه معرفة أيا كان " . وهذه المسلمات موجودة في كل التصورات الحضارية سواء تأسست على الإيمان بوجود قوة وراء الوجود خلقته ومنحته المعنى ، أو تأسست على أن هذه القوة خلقت الكون وأودعت فيه قوانين الحركة ثم تركته ، أو تأسست على إنكار وجود هذه القوة ورفض مقولة الخلق . وقد تكون هذه المسلمات كامنة يحتاج إدراكها إلى جهد عقلي .

المنهج والحضارة

والعقل كطريق لإدراك الموجودات وصولا إلى إدراك اليقين يدركها من خلال منهج ، ومناهج البحث ظلت تتطور وتنضج حتى أصبحت معروفة لكل الحضارات . وما يحدد نطاق استخدام كل منهج هو الإطار الحضاري و القيمي ، فهو سابق على المنهج ، وثمة تأثيرات متبادلة بين المنهج ومستخدمه ، وهو تأثير يثمر تحيزات معرفية لا يمكن إدراكها إلا بالنظر إلى القضايا نفسها من خلال منهج مغاير . وفي الطريق لليقين يكون مدار عمل العقل فهم المحكم من النقل ، وتأويل ما يقبل التأويل منه ، والاجتهاد في ما سكت عنه العقل . وهو في كل ذلك يسترشد بالبدهيات والحقائق النقلية التي لا تقبل التأويل .
أما الحدس فهو على أهميته الشديدة مما تزل بسببه الأقدام ، وتحار في الإحاطة به ، على وجه الدقة ، الأفهام . فهو إشراق لا يتبع خطوات الاستدلال المعروفة ، بل يقفز فيه العقل من المقدمة إلى النتيجة مباشرة . وهو معين على تذوق النقل ، وطريق إلى ترجيح ما تستوي فيه أدلة العقل . ولا يستقيم بناء اليقين على الحدس وحده ، كما لا ينتج عنه ما تستقيم به مصالح الجماعة، كما لا يؤدي إلى إنشاء حقائق جزئية جديدة ما لم يؤيدها نقل ، أو عقل ، أو تجربة .
والحدس دليل على أن العقل ليس صفحة بيضاء ، وهنا نتوقف أمام إعجاز حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك " . والانتقال من المقدمة إلى النتيجة في أي قياس ، بسيط أو مركب ، والانتقال من الحالات الفردية إلى القانون العام في أي استقراء ، يقتضي أن يدرك العقل معاني : المقدمة ، والنتيجة ، والحالة الفردية ، واللزوم ، والجوهر ، والعرض ، والمتعين ، والمجرد ، والقانون العام ،والثابت ، والمتغير ....... وهنا نصبح أمام الدور ما لم نقل بالأفكار السابقة على اليقين ، فيعود الوحي للهيمنة على العقل .

إشكالية اليقين

وأول ما يضل الناس عن الحق حصره بين حدود متقابلة ينشئها العقل أو العرف ويجعلها مقياسا له . بل الحق يدرك أولا ومنه تستنبط ثوابت منطق التفكير ، وهي تسبق المناهج وتضع حدودا لاستخدامها . وأول ما يوجبه الحق الاتباع والتسليم ، فالله واحد لأنه واحد ، وليس فقط لأن المنطق يقتضي ذلك . وتأييد المنطق لذلك يدل على الحق ولا ينشئه ، فإذا أدرك الموقن بالحدس ودله العقل وربما أعانته الشواهد الحسية في حقائق جزئية ، صار عليه أن يقبل من هذا المصدر ما يوحي إليه به من حقائق عن الكون والإنسان وعالم الغيب وعالم الشهادة ، وأن يطيع أوامره ونواهيه .
فإذا اشترط الإنسان على نفسه ألا يتبع من الحق إلا ما استطاع إدراك كنهه فقد جعل نفسه مساويا لمصدر الحق ، فإن ألزم نفسه بأن يترك من الحق ما لا يدل عليه العقل ، فقد جعل العقل مقياسا للحق ، بل إن العقل عندئذ يصبح - ولو ضمنا - مصدرا للحق ومقياسا له في آن واحد. ولو كان العقل قادر على ذك لكان أولى بأن يكون قادرا على إنتاج الحق ابتداء ، وادعاء الإنسان قدرة العقل البشري على إنتاج الحق يعني وجود " إنسان معياري " ، فالناس متفاوتون حسا وعقلا في القدرات العقلية عموما .
ويؤدي هذا بالضرورة إلى ظهور طبقة - أو فرد - تخص نفسها بالقدرة على إنتاج الحق، فيعود الإنسان إلى فكرة الكهنوت مرة أخرى ، حيث الكهنة وحدهم مصدر الحق ، وهو باب من أبواب الشرك أغلقه الإسلام ، عندما جعل العلاقة بين الله والإنسان علاقة مباشرة ، وجعل فكرة الخلاص قابلة للتحقق وفق قوانين مطردة ، وزود كل الإنسان بالملكات التي تمكنه من الحصول على الخلاص ، من خلال علاقة مباشرة مع الإله ، مدارها أفعال قابلة للكسب ، لا تقتصر على جنس ، ولا تتوقف على مباركة وسيط أيا كان . كما أن ادعاء القدرة على إنتاج الحق ابتداء يعني أن العالم يمكن أن يصدر من العدم من غير موجد قادر ، وهو ما ينكره العقل نفسه .
ولكون الإدراك حالة عقلية نفسية مركبة فإن الإنسان يلجأ أحياناً إلى حيل يحاول بها الهروب من حتمية اليقين وواحديته ، إذ يحاول صنع مسافة بين النقل وتأويله ، وهو موطئ قدم لا يلبث أن يتسع حتى يتحول الفرع إلى أصل ويحل محل الأصل نفسه . وفي هذه الحالة يصبح التأويل في حد ذاته هدفا ويصير النقل إناء يفرغ فيه العقل قناعاته ، وهنا تأتي أهمية التفرقة بين " الثابت " و " المتحول " ، وهو ما يعبر عنه في الإسلام بمصطلحي " المحكم " و " المتشابه " فيصبح المحكم سياجاً يمنع التأويل من تخريب النص .
وقد شيد الفقهاء المسلمون على هدي من هذه التفرقة بناءً متماسكاً هو استخلاصهم ما يسمى: " مقاصد الشريعة " ، الذي يعد شكلاً متفرداً من أشكال التفاعل الخلاق بين العقيدة والشريعة لا نظير له في دين سماوي أو معتقد أرضي أخر . ومن يتأمل الانقلاب الذي أحدثه ظهور المذهب البروتستانتي في المسيحية ، والزلزال الذي ترتب على سيطرة الأفكار الصوفية " القبالاه " على اليهودية ، يدرك إلى أي حد نجح الإسلام في بناء سياج ( تدعمه ضمانات بنيوية ) يضمن حماية الدين من التحريف والتدجين ، ولا يعوقه في الوقت نفسه من التفاعل الخلاق مع متغيرات الواقع .

التوحيد والتجاوز

ومفهوم الحق في الإسلام واحد من أهم عطاءات الإسلام للبشرية ، فهو مفهوم مركب لم يقم على التنافي بين وسائل المعرفة انتصارا لأحدها على الآخر ، وهو مفهوم متجاوز لعالم الموجودات المادية لا يرتبط بجنس بشري ، والإله - الذي جعل الحق اسما من أسمائه - ليس كمثله شئ . وبذلك هدم الإسلام بنية " الحلول " الذي كان واحداً من أكبر أسباب شقاء البشرية عبر التاريخ ، فالقول بحلول الإله في الإنسان أدى إلى تصور مشابهة الإله للبشر ، وهو ما عبر عنه أحد رؤساء كنيسة كانتربري إذ يقول : " إن الله خلق الإنسان على صورته ، من ثم فإن الله أشقر " . وظهرت نتيجة ذلك أيقونات عديدة كل منها تعطي الإله ( المسيح ) ملامح جنس من الأجناس ، فهناك مسيح أشقر ، وآخر زنجي ، وثالث أصفر ، وهكذا . أي أن تصور إمكان قيام علاقة مشابهة بين الإله والإنسان كان سبباً من أسباب ظهور مشاعر التعالي العنصري ، بل منحها تبريراً دينياً ، فهذا الاتصال أحد أسس الفكرة العنصرية . أما تصور حلول الله في شعب فأدى إلى ظهور عقيدة " شعب الله المختار " اليهودية التي ساهمت في عزل اليهود في كل المجتمعات التي عاشوا فيها تقريباً ، و التفريق في الالتزام الأخلاقي بين التعامل داخل المجموعة الخاصة والتعامل مع البقية من البشر الـ"أميين" . بينما كان الإيمان بأن الإله كمال مطلق متجاوز لا يحل في شخص و لا جماعة عرقية الضمان الأكيد للمساواة في الإنسانية ، بمعناها الشامل الذي لا ثغرات فيه ولا استثناءات .
وبنفي فكرة الحلول بمستوياتها كافة ، حلول الإله في إنسان أو شيء أو شعب ، أغلق الباب أمام تقسيم البشر بشكل واحدي صارم إلى مقدس ومدنس ، بما كان يستتبعه ذلك على مدى التاريخ من أن يقوم كل من يعتقد أنه مقدس باستباحة من يعتقد أنه مدنس . فالإله " ليس كمثله شئ " ، وهو " في السماء " ( حسب الحديث الصحيح الذي رواه مسلم ) ، وبالتالي فالناس متساوون في البشرية ، كلهم يملك اختيار الخير و الشر ، وليس لأحد أن يدعي صلة خاصة بالله يدعي لنفسه على أساسها حقوقا خاصة تميزه عن غيره من البشر .
وللحق في التصور الإسلامي مركزية تجعله معياراً للحكم على كل الأفكار والعلاقات والأوضاع ، وهو واحد لا يتعدد ، معيار صحته ذاتي لا يتوقف على ما يحقق من نفع . وهذه المركزية والواحدية كانا مانعا من ظهور تصورات متعارضة للحق . ولهذا الأمر صلة مباشرة بسيادة الأفكار الصراعية ، والعجز عن قبول الآخر ، وصولا إلى الإبادة . وهو ما سنتعرض له بشيء من التفصيل بعد قليل . وإذا كانت القاعدة أن الأشياء تتبين بضدها ، فإن المقارنة بين هذا التصور للحق والتصور البراجماتي للحق تجعل الصورة أوضح .
ففضلا عن أن البراجماتية تعني ، في النهاية ، إحلال فكرة المنفعة محل فكرة الحق ، فإنها أدت إلى جعل القدرة معيارا وحيدا للأفضلية ، بحيث تنقسم البشرية بشكل صارم إلى قسمين :
القوي : " سوبرمان " كائن فوق الإنسان له حقوق مطلقة لا تقيدها قيود أخلاقية .
والضعيف : " سبمان " (subman) كائن دون الإنسان عليه أن يذعن للقوي .
وبناء على هذا التقسيم أضفيت القداسة على الصراع كصيغة للعلاقات بين الفريقين ، وتحول الاختيار من مفهوم أخلاقي مداره الخير بمعناه المطلق إلى مفهوم هو مزيج بين الداروينية والنيتشوية يمجد القوة في ذاتها ويعتبرها علامة على الاختيار . وبتعدد الحق زالت عنه قدسيته وزالت معها مفاهيم التراحم والخير والترفع التي كانت دائما مدار إنسانية الإنسان .
وقد حفل تاريخ الغرب وبخاصة في فترة ما سمي " عصر النهضة " بكتابات تنتقص مكانة الأمم الأخرى بسبب ما كانت تمر به من فترة تخلف ، فانطلقت عبارات مثل : " إن رفّاً واحداً من مكتب فرنسية أهم من عطاء شعوب بأكملها في الجنوب " . مع وصول قطار العلم الغربي إلى النصف الثاني من القرن العشرين تساءل أحد العلماء الغربيين الحاصلين على جائزة من جوائز نوبل العلمية : " بأي مبرر يحق للشعوب التي لا تشارك في إنتاج العلم أن تبقى على قيد الحياة ؟ "
وهذه العبارة تلخص المسافة الشاسعة التي تفصل الإسلام عن الحضارة الغربية التي ينظر إليها - في الغالب - بوصفها الحضارة الأرقى ، وكيف حولت حق الحياة نفسه - أقدس الحقوق الإنسانية - من منحة إلهية لا يتوقف استحقاق الإنسان لها إلا على مشيئة الإله إلى قضية نسبية ، يتوقف الحكم عليها على اعتبارات نسبية يحل الغرب نفسه فيها محل الإله . فهو ، وإن لم يملك حتى الآن القدرة على منح حق الحياة فإنه يريد أن يعطي نفسه حق إهدارها بناء على معايير "موضوعية" قياساً إلى صورته بوصفه " النموذج " و " المركز " .

**********************
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mr_ayman_a
العضو الذهبي
العضو الذهبي
mr_ayman_a


24/02/2007
39
ذكر
عدد الرسائل : 539

ماذا أعطى الإسلام للبشرية ؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماذا أعطى الإسلام للبشرية ؟   ماذا أعطى الإسلام للبشرية ؟ I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 28, 2007 11:55 am

مشكووووووووووووووووووووووور
كابوووووووووووووووووووو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد ابراهيم
العضو الذهبي
العضو الذهبي
محمد ابراهيم


21/05/2007
34
ذكر
عدد الرسائل : 529

ماذا أعطى الإسلام للبشرية ؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماذا أعطى الإسلام للبشرية ؟   ماذا أعطى الإسلام للبشرية ؟ I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 29, 2007 6:13 pm

مشكور يا ايمن على الموضوع الجميل ويارب يكون قى ميزان حسناتنا
محمد ابراهيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ماذا أعطى الإسلام للبشرية ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دردشة ومنتديات الاصدقاء نت  :: اسلاميات-
انتقل الى: