mr_ayman_a العضو الذهبي
24/02/2007 39 عدد الرسائل : 539
| موضوع: اختيار الزوج ماجد عزمى الخميس مايو 31, 2007 8:59 pm | |
| في واحة الحب من الألف إلى الياء اختيار الزوج
إن الأمر في الإسلام أبسط مما يصوره المغرضون من أدعياء التحلل والاختلاط والانحراف، والذين يصوبون سهامهم تجاه الشباب الملتزم دينيا، فيصِمونهم بالجمود والرجعية والتخلف، لقد كانت لمسة الإسلام في التقريب بين الزوجين، لمسة واعية مدركة لطبيعة النفس البشرية والتي تميل إلى التوجس والنفور، بل ولكبح جماح الخيال في تصور الطرف الآخر وتصويره بصورة تتنافى مع الواقع شكلا ومضمونا.
وقد يؤدى إلى حدوث شرخ في جدار العلاقات الزوجية فيما بعد، إذ يكون الخيال قد ترك أثراً في النفس حين لا يكون مطابقاً للواقع ، ومن هنا كانت الرؤية الشرعية كوسيلة لإيجاد وتوفير هذا الإنسجام المبدئي.. وجلي الصورة أمام كل طرف بخصوص الطرف الأخر. فالحكمة النبوية هنا أن يميل كل منهما للآخر، أي يتوافقان،ولقد حدد الشرع الحكيم حدودَ هذه الرؤية ولم يترك الأمر على عنته وإلا لانتشرت العلل في المجتمع ، فكما ذكرنا سابقا، فالغرض هنا محدد ومعين، إذا ما انتهى، انتهت الرؤية و مجالات هذه الرؤية وضوابطها وحدودها تضعها في إطار من الأدب والحشمة إذ يباح للخاطب أن يرى من مخطوبته ما يراه محارمها كالأخ والأب، فيرى وجهها وكفيها, وفي ذلك حكمة إذ من الوجه يستدل على الجمال ونسبته، ومن اليدين يستدل على خصوبة الجسد، ولهذا دعا النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أن ينظر إلى من يريدها زوجة له، فإن ذلك أدعى لحدوث القبول الذي بموجبه يتم الزواج عند اكتمال أركانه. لكن النظرة في الإسلام محددة بهدف وغرض، وإن خرجت عن مضمونها دخلت في دائرة المحرم، فربما لا يتوافق الطرفان فتكون هنا نظرته لأمر شرعي، فإن تحقق وانتهى، فليكف البصر، وقد يكون الأمر على باب زيادة التعرف ، أن تجلس الفتاة في زيها الشرعي في وجود محرمها دون أن يخلو بها، بغرض مزيد من التعرف، ومجمل القول هنا، أن الإسلام قد حث على تحري ما يقرب بين الزوجين. ولقد جاء نص الحديث وروايته صريحة واضحة "عن المغيرة بن شعبة قال: خطبت امرأة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنظرت إليها؟ قلت: لا، قال: فانظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما." فالأصل من الزواج والغاية أن تدوم العشرة وتطول وأن تُبنى البيوت على تقوى من الله تعالى وطاعة ،وعلى مودة كريمة جعلها الله سبحانه وتعالى مدعاة للسكن الذي هو ركن ركين وأصل أصيل في الحياة الزوجية،، يقول تعالى فى كتابه الكريم"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) وفى هذا يقول صاحب الظلال ـ رحمه الله تعالى ـ :"والناس يعرفون مشاعرهم تجاه الجنس الآخر , وتشغل أعصابهم ومشاعرهم تلك الصلة بين الجنسين ; وتدفع خطاهم وتحرك نشاطهم تلك المشاعر المختلفة الأنماط والاتجاهات بين الرجل والمرأة . ولكنهم قلما يتذكرون يد الله التي خلقت لهم من أنفسهم أزواجا , وأودعت نفوسهم هذه العواطف والمشاعر , وجعلت في تلك الصلة سكنا للنفس والعصب , وراحة للجسم والقلب , واستقرارا للحياة والمعاش , وأنسا للأرواح والضمائر , واطمئنانا للرجل والمرأة على السواء" لأنها عماد البيت ومحضن الأبناء، وبها يقوم أمر البيت على أسس قوية من الصلاح والتقوى ، وعليها يكون الاعتماد بحكم أن الأبناء يقضون معها أغلب فترات حياتهم الأولى، وهى فترة التطبيع والتربية، والأصل أن الزوجة الصالحة من خير ما في هذه الدنيا من متاع ونعم .. | |
|