ما الفرق بين العادة السرية والزواج ؟
السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ...
أنا شاب عندي 20 كنت أمارس العادة السرية وشعرت بمشاكل نفسيه وجسمانية كثيرة ، أدت تلك المشاكل إلى اقتناعي بترك تلك العادة إلى الأبد ، واستطعت أن أتوقف عنها بسبب اقتناعي بتلك الآثار السلبية، والحقيقة إن التوقف كان سهلا للغاية، فقد عدت إلى الله وطلبت منه العون، ثم اقتنعت بسلبيات العادة السرية، ثم توقفت بكل بساطة .
سؤالي هو ما الفرق بين العادة السرية وممارسه الجنس بعد الزواج؟ فقد كان أحد الأسباب التي جعلتني أتوقف عن العادة السرية هو اقتناعي بسلبياتها، فهل بعد الزواج سوف اشعر بنفس تلك الآثار السلبية من إجهاد وآثار نفسية وجسمانية مريعة؟ سؤالي ليس آثار العادة السرية على الزواج إنما الفرق بين العادة السرية والزواج؟ اعتقد أن كلاهما جنس، وكلاهما له نفس الآثار السلبية ، أرجو أن تجيبني بشرح وافٍ جدا وشرح مطول، الموضوع يهم كل الشباب والبنات الممارسين العادة السرية والمرعوبين من وجود نفس تلك السلبيات بعد الزواج . أرجو الشرح والسلام ختام.
الاجابة :
بقدر عجبي من الانحدار الذي وقع فيه الشباب في هذه المرحلة المهمة من العمر، بقدر إعجابي بك أخي السائل وتهنئة خاصة لك لعودتك إلى الصواب والحق والعقل والفطرة السليمة التي فطر الله تعالى الناس عليها.
لقد أدركت بالتجربة العملية أنّ الخير كل الخير في إتباع المنهج الرباني والهدي النبوي الشريف، وأقلعت عن عادة سيئة رذيلة كادت أن تؤدي بك إلى المهالك، وتقطع عليك لذة الحياة، وتنغص عليك مشارب السعادة، أما الفرق بينها (العادة السرية) والزواج، فقد علمت من تجربتك التي تاب الله عليك منها أنّ العادة السرية تتم في حالة خوف وقلق وفزع من إطلاع الآخرين عليك، بينما الزواج يتم من خلاله الجماع الحلال في جو من الحب والمودة، ومن الفروق أيضاً (عملية الإنزال والقذف)، فممارسة العادة السرية تكون أكثرها باليد، بينما يكون الجماع الحلال طبيعياً، والحكمة المعروفة تقول (إنّ كل شيء زاد عن حده انقلب لضده)، والإفراط في أي شيء يعقبه الضرر، ومن الفروق أيضاً أنّ المني الذي يعقب العادة السرية إنما يخرج بانفعالات وأحاسيس مصطنعة غير طبيعية تؤثر على الناحية النفسية والصحية والعصبية للشاب، بينما الجماع الحلال يخرج المني بصورة طبيعية يتجنّب معه الضرر، وكذلك يرفع من الروح المعنوية والحسية والعاطفية، وللجماع تأثير صحي إيجابي كما أفاد علماء الصحة والنفس، ويكفيك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أثبت الأجر للجماع، فكما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنّ في بضع أحدكم صدقة" فتعجب الصحابة، قال: أرأيتم إن وضعها في الحرام أكان عليه وزر؟ قالوا نعم، قال كذلك إن وضعها في الحلال فله أجر" أو كما قال.
وزكى الله تعالى المؤمنين بوصفه: "والذين هم لفروجهم حافظون* إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين* فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون".
أسأل الله لك ولجميع الشباب العافية في الدنيا والآخرة.