لم يداعب النوم جفونى حتى الصباح ..
لأننى كنت أفكر فى رفيق دربى الذى صاح ..
صاح فى وجهى و تركنى بين بحر من الجراح ...
تركنى وحدى و بأى شىء لى لم يبوح ...
لماذا فعل بى هذا و تركنى فى الجروح ...
تركنى دون أن يعبىء بقلبى و يعلم أن الجروح منه ستفوح ...
تركنى وحدى من جروحى أعانى ...
تركنى وحدى أصارع أحزانى و ألامى ..
تركنى وحدى أصارح أيامى ...
أنها ستبقى حزينة على القلب الذى يعانى ...
يعانى مما فعله به ...
يعانى من جرحه له ...
يعانى من قسوته عليه ...
كيف فعل بى هذا و قد كنت له منبع للحنان ...
كنت أعطيه ما عندى من أمان ..
كنت أهديه كل ما لدا قلبى من حباً و إمتنان ..
كنت فى عمق حزنى أرسم أبتسامة على شفتاى حتى لا يعانى من الأحزان ...
و كان فى أحزانه يرتاح فى أحضانى و يبكى ليخرج ما به من أحزان ...
و كان بعد ذلك يشعر بالإطمأنان ...
و كنت أشعر أنا بالألام حتى لا أشعره بما بى من أحزان ...
أعطانى حنان أشعرنى بالأمان ...
و لكن هيهات من ذكريات تأتى من عمق الأحزان ...
ذكريات عندما أتذكرها أشعر بسذاجة عقلى و ما كنت أعيش فيه من أوهام ..
نعم اوهام بأن أحيى فى مملكة حباً كالأحلام ...
مملكة ليس فيها إلا حباً و أخلاص و حنان ...
مملكة نسجتها فى أحلامى فى دنيا لا تعرف إلا الألام ..
و ظللت أنسجها إلى أن أصطدمت بصخرة واقع دنيا الألام ..
و أكتشفت أننى ما كنت أعيش إلا فى أكبر الأوهام ..
كنت أعيش فى أجمل الأحلام ..
و لكن تحولت الأحلام إلى كوابيس عند أول عقبه فى دنيا الألام ..
عند أول أختبار لحبنا الذى كان يضرب به الأمثال ...
أتهمتنى أنت بالتخلى و البيع و الأهمال ...
أأنا من أهملت و بعت و تخليت عن أغلى رفيق و أنسان ...
أأنا من قابلت الحب و الحنان بالجحود و النكران ..
أأنا من حرمت أغلى رفيق و إنسان من لمسة عطفاً و حنان ...
أم أنك أنت من مضيت و تركتنى وحدى مع حطام الأطلال ...
و سامحنى أن كنت أصبتك بشىء دون قصد منى أو عمد ليس فيه إهمال ..
و صدقنى مع كل ما فعلته بى أنا أشتاق إليك و إلى دفىءحضنك و نظرة عينيك و أنتظرك على كل حال ...